لاحياء اتفاقية دباشان بين مام جلال ونوشيروان مصطفى
السليمانية ـ عباس كاريزي:
طرح الاتحاد الوطني الكردستاني مبادرة لاحياء الاتفاق السياسي الذي وقعه مع حركة التغيير عام 2016، لادارة الاوضاع والبدء باجراء اصلاحات سياسية وادارية في مؤسسات ومفاصل اقليم كردستان.
وكشف عضو المجلس القيادي في الاتحاد الوطني سامان كرمياني للصباح الجديد، ان الاتحاد قدم مقترحا لحركة التغيير لاحياء احد الاتفاقين الموقعان بينهما، بينهما خلال السنوات السابقة والتي لم تدخل حيز التنفيذ، نظرا لمعارضته من قبل الحزب الديمقراطي، الذي رفض الاتفاق جملة وتفصيلا، واعتبره مخالفا للاتفاق الستراتيجي الذي يمتلكه مع الاتحاد الوطني.
واضاف كرمياني، ان الاتحاد الوطني يسعى لانهاء الصراعات السياسية التي برزت في مناطقه مع حركة التغيير والاحزاب السياسية الاخرى وفتح صفحة جديدة من العلاقات.
واكد عضو المجلس القيادي، ان حزبه دعا حركة التغيير لعقد اجتماع ثنائي يبحث فيه الحزبان الية تطبيع العلاقات بينهما، متوقعا ان تبدا الاجتماعات بين حزبه وحركة التغيير قريبا.
كرمياني اضاف ان المبادرة التي قدمها الاتحاد الوطني تتضمن موافقة الحركة على احياء احدى اتفاقيتي دباشات او الاتفاقية السياسية، لكي يتم بموجبه تطبيع الاوضاع في مناطق الاتحاد والتغيير ومواجهة التحديات التي تواجه الطرفين.
واضاف كرمياني، ان حزبه تلقى تجاوبا ايجابيا من حركة التغيير، متوقعا ان تبدأ اللقاءات بين الحزبين خلال الايام المقبلة.
واضاف، ان الاتحاد الوطني مصمم على التوصل الى اتفاق مع حركة التغيير لتطبيع الاوضاع وانهاء المشاكل والصراعات السياسية وفقا لاسس ومبادئ جديدة تضمن ديمومة الاتفاق وتضمن حقوق الحزبين مستقبلاً.
واشار الى ان اغلب اعضاء المجلس القيادي طالبوا بانهاء التوتر والخلافات مع حركة التغيير وبناء علاقات متوازنة معها.
بدوره اشار مصدر سياسي مطلع الى ان 14 قياديا في الاتحاد الوطني دعوا الى عقد اجتماعات واعادة احياء الاتفاق السياسي مع حركة التغيير.
واضاف المصدر ان بافل طالباني النجل الاكبر للامين العام للاتحاد الوطني السابق مام جلال، يقود حملة لاجراء اصلاحات في صفوف الاتحاد الوطني والتهيئة لعقد مؤتمره العام الذي تأخر عقده لسنوات نتيجة للخلافات والصراع المستمر بين جناحي الحزب.
واوضح، ان طالباني اجرى لقاءات مع قيادات في حركة التغيير بهدف تطبيع العلاقات واعادة احياء الاتفاق السياسي، الذي اعلنت حركة التغيير تعليقه بداعي عدم التزام الاتحاد الوطني بتنفيذ بنوده ال 25.
وتابع، ان بافل طالباني الذي يقود الان الجناح الاصلاحي داخل الاتحاد الوطني ويؤيده اغلب اعضاء المكتب السياسي والمجلسين القيادي والمركزي داخل الاتحاد، وهو يسعى لرسم خارطة جديدة لاقليم كردستان تهدف الى تطبيع الاوضاع، واعادة علاقات الاتحاد مع بقية الاطراف الى سابق عهدها، وبناء علاقات مستقلة وطيدة للاتحاد مع الحكومة الاتحادية ودول الجوار.
لذا فهو يعمل على توحيد البيت الكردي وجمع مختلف الاحزاب السياسية الكردية في محافظات السليمانية وحلبجة وكركوك حول برنامج وستراتيجية موحدة تجاه القضايا والتحديات التي يواجها اقليم كردستان على صعيد العراق والمنطقة، عقب التبعات السلبية التي خلفها اجراء الاستفتاء عام 2017.
واشار المصدر الى ان طالباني كان يرغب بتطبيع العلاقات مع حركة التغيير قبيل الدخول الى مباحثات تشكيل حكومة الاقليم مع الحزب الديمقراطي، الا ان ذلك لم يتم نظرا لتردد حركة التغيير وتزعزع ثقتها بوعود الاتحاد الوطني، الذي تقول بانه اخل بالتزامه تجاه الاتفاقين السابقين مع الحركة.
بدوره اكد عضو المجلس القيادي في الاتحاد الوطني فريد اسسرد، ان الاتحاد الوطني سيبحث خلال لقائه مع حركة التغيير اعادة النظر بطبيعة ونوع العلاقة معها على مختلف الصعد المستويات، واردف ان الاتحاد قسم علاقات على عدة دوائر، وهو يسعى للبدء بتطبيع علاقاته في محور محافظة السليمانية مع جميع الاحزاب السياسية وفي مقدمتها حركة التغيير.
مشيرا الى ان الاتحاد سيتخذ اللازم لتحسين العلاقات واعادتها الى سابق عهدا، على صعيد اقليم كردستان وقواه السياسية وفي المناطق المتنازع عليها ومن جهة اخرى سيعمل على اعادة بناء علاقاته مع الاحزاب السياسية في العراق بنحو عام.
وكانت العلاقة بين حركة التغيير التي تاسست عام 2009 عقب انشقاق مؤسسها نوشيروان مصطفى عن الاتحاد الوطني، قد شهدت توترا عقب مشاركة الحركة في انتخابات عام 2009 وحصولها على 25 مقعدا في برلمان كردستان، ويسعى الاتحاد الوطني الان لاعادة تنظيم صفوفه وتفعيل علاقاته الكردستانية مع شركائه في مناطق نفوذه لكي يتمكن مواجهة ازدياد نفوذ غريمه التقليدي الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني، الذي حصل على 45 مقعدا في برلمان كردستان خلال انتخابات برلمان كردستان الاخيرة، بينما حصل الاتحاد على 21 مقعدا من اصل 111 يتشكل منها برلمان كردستان.