تحسين سعيد بك أمير الايزيدية في ذمة الخلود بعد بقائه 75 عاماً بمنصبه

وفاة أقدم أمير عراقي
الصباح الجديد ـ نينوى:

توفي امير الايزيدية في العراق والعالم، تحسين سعيد بك، عن عمر ناهز السادسة والثمانين، في مستشفى (ك ار ايج سليوه) في مدينة هانوفر الالمانية يوم الاثنين ٢٨/١/٢٠١٩، ليكون بذلك احد اطول الامراء في العراق والشرق الاوسط وربما في العالم يبقى بمنصبه الذي استمر لنحو ثلاثة ارباع القرن.
“الصباح الجديد” ترصد هنا مسيرة الامير الايزيدي الراحل، الذي ولد عام سنة 1933 في بلدة باعذرة (40 كلم شمالي الموصل) وتولى منصبه كامير للايزيديين عام 1944، بعد وفاة والده الامير سعيد بك بن علي بك، بدعم من جدته الاميرة ميان خاتون التي اصبحت وصية عليه لحين بلوغه سن الرشد.
هو تحسين سعيد علي بيك، امير الايزديين في العراق والعالم. ولد في 15 أغسطس 1933، في باعدرى التابعة لقضاء الشيخان، الموصل. تم تنصيبه أميرا للايزديين، بترشيح من جدته ميان خاتون، بعد مرور 15 يوما على وفاة والده الأمير سعيد علي بك وذلك في صيف 1944، ومازال في منصبه منذئذ إلى الآن.

نسبه وسيرته
هو الأمير تحسين بن سعيد (توفي سنة 1944) بن علي (قتل سنة 1913) بن حسين بن علي بيك، وعلي بيك قُتل سنة 1846 في منطقة (شلال كلي علي بيك) في جبال راوندوز، وهذا الشلال يحمل اسمه لحد اليوم.
عندما توفي الأمير سعيد بيك سنة 1944، كان نجله تحسين لم يتجاوز الثالثة عشر عاماً، وهذا لا يؤهله أن يُعترف به أميراً على ملته، ولم يسمح له بدخول البرلمان العراقي، كممثل للايزيديين، لكن نفوذ جدته أم أبيه ميان خاتون لدى شيوخ الايزيدية وبين طبقة الأمراء وكذلك لدى الحكومة العراقية، سهلت له الطريق، و بمقترح من وزير الداخلية العراقي آنذاك رُفع سنّ الأمير تحسين إلى السن المناسب، فأصبح أميراً وعضواً في البرلمان، وظلت الجدة ميان خاتون وصية عليه تُسهّل له الصعاب في مركزه، مع أنه الأصغر من بين عدة إخوة للأمير سعيد، إلا أن الجدة اختارته ودعمته بكل قوة، لأن أمه كانت من طبقة الأمراء، وهذا مهم بالنسبة إلى التراتبية الاجتماعية لدى الايزيديين.
الامير تحسين سعيد علي بك، عاش اكثر سنواته متنقلاً بسبب الاوضاع غير المستقرة في العراق، و في سنة 1959 اعتقل وسجن وتم نفيه إلى كركوك ثم الكوت والاقامة الجبرية في الديوانية لإتصالاته ودعمه للحركة الكردية التحررية.
– عاود دعم الحركة الكردية في كردستان بزعامة الملا مصطفى البارزاني فصدر بحقه حكم الاعدام سنة 1969م فأنتقل إلى ناوبردان وظل هناك 5 سنوات بالقرب من ملا مصطفى البارزاني حيث مركز الثورة الكردية، وبعد انهيار الثورة الكردية التحررية عقب اتفاقية الجزائر بين الشاه والنظام العراقي السابق انتقل الى ايران بتوجيه من البارزاني ثم انتقل إلى بريطانيا.
ظل في بريطانيا عدة سنوات وتعلم النطق باللغة الانكليزية، وظلت اتصالاته مستمرة مع ابناء جلدته وقادة الثورة الكردية، وعقب اندلاع لحرب العراقية الايرانية (1980 ـ 1988) أعفي عنه بمرسوم جمهوري في بداية الثمانينات من القرن المنصرم وعاد للوطن وقد تقدم في السن و ذو خبرة سياسية وحنكة ادارية، عاد لكي يكون بين ابناء جلدته وقرييا منهم.
– عاش حياةً مهددة دوماً وتعرض لعمليات اغتيالات عدة كادت تنال منه من قبل ازلام النظام البائد.
– في سنوات حكمه تعرضت الكثير من المناطق الايزيدية للتعريب المستمر حيث تم تعريب اكثر من 300 قرية ايزيدية من قبل نظام البعث.
– تعرض الايزيديون في اواخر سنوات حكمه لأبشع جريمة انسانية من قبل تنظيم الدولة الاسلامية سنة 2014 لتصبح عدد حملات الابادة ضد هذه الديانة العريقة إلى 74 انفالاً حيث تعرضوا للابادة والقتل والتهجير وسبي النساء والأطفال.

تاريخ العائلة الاميرية
الايزيدية الحاكمة
كالكثير من الامارات الكردية تأسست الامارة الايزيدية أو الداسنية، وتسلم اجداد الامير الراحل تحسين بك السلطة حسب ما يتداوله الايزيديون خلال سنوات 1100م إلى 1300 م بعد ضعف الخلافة العباسية وعودة هذه المناطق لسابق عهودها قبل زمن الغزوات.. وقدم الكثير من أمراء هذه العائلة حياتهم ثمنا للاحتفاظ بهذه الديانة القديمة رافضين الاستسلام والدخول في الدين الاسلامي ومنهم جده، علي بك الكبير.
تعرض تاريخ هذه العائلة للتشويه حيث تم تنسيبهم للعرب مثلهم مثل بقية امراء الكرد في جزيرة بوتان، حيث تم نسبهم لخالد بن الوليد او امراء بهدينان حيث تم نسبهم للعباسيين.
وتنحدر أصول العائلة من مير مهمد الباطني الخراساني كما يتداوله رجال الدين الايزيديين لحد الان الذي تولى الزعامة والامارة في ظروف نجهلها أنذاك لملئ الفراغ ثم تحولت سلطته إلى زعامة دينية وسياسية.
يمكن القول ان هذه الامارة هي اخر الامارات الكردية المتبقية بعد ان تم القضاء على جميع الامارات الكردية الأخرى من قبل الدولتين العثمانية والصفوية.
النظام الاميري الايزيدي يشمل جميع الايزديين في العالم سواء كانوا في الداخل او الخارج ممن ابعدتهم الظروف هربا من القتل خلال حقبات التاريخ إلى جورجيا وأرمينيا وداخل روسيا وثم إلى كافة أرجاء العالم.

انجازاته
– عقب سقوط نظام الحكم في العراق سنة 2003 وجه ابناء ملته وجلدته بالعودة إلى مناطقهم التي تم تعريبها.
– ثبت اسم الايزيديين كديانة رسمية ضمن الدستور العراقي بإتصالات مباشرة وبدعم كبير من قبل رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني.
– لم يترك باباً لم يطرقه ابان المآساة والكارثة التي حصلت بحق ابناء جلدته وجعل اكثر الدول تقف مع محنتهم وتفتح ابواب اللجوء لهم وخاصة ألمانيا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة