ناجية ايزيدية: إرهابي سوري اغتصبني وشقيقتي

تروي بجرأة معاناتها مع الدواعش 2-2
نينوى ـ خدر خلات:

روت الناجية الايزيدية امينة قاسم خلف معاناتها بجرأة عقب اختطافها من قبل تنظيم داعش الارهابي في سنجار وكان عمرها حينها 15 عاما، مشيرة الى ان ارهابي سوري اغتصبها واغتصب شقيقتها، فضلا عن تعرضها لعمليات اغتصاب لا تحصى من قبل الدواعش من عدة جنسيات.
ونقل الباحث الايزيدي المختص بتدوين قصص الناجيات الايزيديات داود مراد الختاري، عن الناجية امينة قولها “ان ما حدث معي قلب حياتي رأسا على عقب ودمر احلام طفولتي، بقيت عنده سنة كاملة، ولم يبقَ شيئاً لم يفعله بي، كنت اتناول وجبة واحدة من الطعام يومياً بالاضافة الى التعذيب المستمر وممارسة الجنس القسري والاغتصاب والاضطهاد، وعائلته تتعامل معي بطريقة لا انسانية وكأني لست بشراً بينهم، وعندما كانوا يغادرون المنزل يغلقون الابواب حيث لم يكن باستطاعتي جلب كاس من الماء أو رغيف خبز من المطبخ ما لم يعودوا، وبقيت سنة على هذا الوضع المأساوي وعائلته كانت تجبرني على قراءة القرآن وترك الدين الايزيدي واعتناق الدين الاسلامي ولم اكن الفتاة الوحيدة التي كانت تواجه هذه المصاعب في هذا العصر المتقدم بل كان هناك الالاف من الفتيات والنساء اللواتي تغتصبن مثلي”.
واضافت “بعدها انتقلت الى مدينة الطبقة السورية بعد سنة كاملة في منزله، اصبت بمرض نفسي، احيانا كنت اسقط على الارض واسند جسدي المتعب على جدران البيت، وذات يوم غادروا المنزل وكنت انا الوحيدة فيه، فهربت ليلاً مرة اخرى عبر النافذة لان جميع الابواب مغلقة، كنت اركض مسافات طويلة لمدة يومين بشكل مستمر وحافية القدمين دون ان احمل معي طعاماً او شراباً، في الليلة الاولى اختفيت بين غابات خارج الطبقة، وفي اليوم الثاني ايضا ركضت دون ان ادرك الى أين أتجه، كنت اهرب للتخلص من العذاب الذي كنت اواجهه من قبل الارهاب”.
واشارت امينة الى انه “في صباح يوم الثاني شاهدني بعض عناصر دواعش فامسكوني وأخذوني الى المحكمة الإسلامية وهناك سألوني، لماذا تهربين؟ فبينت لهم ما كنت اعاني من قبل عائلة (ابو محمد الادلبي) وهذه هي شريعتكم ايضاً، لكنهم أعادوني الى المنزل نفسه ، وبعد شهر قتل ابو محمد بقصف جوي، وطلبت زوجته مني مغادرة الدار وأبلغت سلطات الدواعش، فأخذوني وباعوني الى داعشي سعودي الجنسية ، بقيت عنده يوم واحد، وهو باعني الى الداعشي زياد (ابو طارق) من أهل الموصل وتزوجني بعقد الزواج من المحكمة الشرعية”.
وتابعت “بقيت عنده لحين تحرري بتاريخ 11/ 7/ 2017 كان يغتصبني كالوحوش لمدة سنتين، وننتقل من حي الى حي آخر في الموصل، وبقيت شهر عند عائلته ايضاً، في احد الايام تعرض المنزل الى قصف جوي وتهدم المنزل وبعد ذلك اخذني الى مقر عسكري تابع للدواعش ومرة اخرى تعرضنا الى قصف جوي بثلاثة ايام قبل رمضان 2017، لكن دون تاثير وكان معي في المقر الفتاة (هيام دخيل خلف علي) وهي من قريتي وفي النهاية اخذونا الى الموصل القديمة”.
ونوهت امينة “خلال سنتين كانوا ياخذونا من مكان الى مكان اخر، وفي احد المنازل تعرضنا الى قصف جوي وكان معنا (12) شخصا تابعين لداعش وتم قصفنا وهذا القصف ادى الى قتلهم جميعاً، واستشهدت صديقتي (هيام) ايضا ولم يبقَ احد من تلك المجموعة وبقيت وحدي على قيد الحياة لكن مصابة، وأخرجوني اهالي الموصل من تحت الركام وقد أصبت بكسر في يدي اليسرى وقدمي اليمنى وجرح عميق في البطن مع احتراق ورضوض في بقية الجسم”.
ومضت بالقول “ثم اخذوني الى مستشفى الموصل، بقيت في العناية المركزة لمدة شهر كامل، وبعد خروجنا تعرضنا الى قصف اخر في المكان نفسه فأخذوني الى منزل آخر في الموصل القديمة، وكانت هناك معارك في شوارع الموصل بين القوات العراقية والدواعش، كنا نبقى أياما بلا طعام وانقطاع التام للماء وكانت معي (فتاة مسيحية سورية مختطفة، و شهد خضر ميرزا من تل بنات، وسامية سفيل عمو من تل قصب، و لازمة الكوركوركي من سيبا شيخدر)، بقينا في هذا الحصار خمسة أشهر، وذات يوم خرجت زميلتي (سامية) لجلب الماء، وعند خروجها من الغرفة اصيبت بطلقة قناص في ذراعها وحينها كنت طريحة الفراش لاني كنت اعاني ألماً من اصاباتي، وبعدها في احد أيام الجمعة في رمضان 2017 خرجت زميلتنا (شهناز دخيل بشار/ من قرية كوجو) محاولة الهرب والتجاء الى قوات الجيش العراقي في الموصل، لكنها استشهدت في الشارع العام بقصف الطائرات”.
ولفتت امينة الى ان “المخطوفة (شهد) من مجمع تل بنات كانت تعاني من الام القلب والصدر نتيجة التعذيب والهموم، لم نستطع الخروج والوصول الى المستشفى فكنا في بكاء مستمر وتوفيت بعد تحريرها بأيام في مستشفى دهوك، وبعد مرور ثلاث سنوات وعدة اشهر من الخطف والتعذيب الجسدي والاغتصاب المستمر، تحررت مدينة الموصل بالكامل، كانت هناك الالاف من القتلى والجرحى والرؤوس المقطوعة والاجساد المرمية والمحترقة في شوارع المدينة، سلمنا انفسنا الى القوات العراقية، وتم معالجة جروح سامية”.
واختتمت أمينة قصتها “مازال اربعة افراد من عائلتي مخطوفين (الوالدين وشقيقين) وجدتي ايضا كانت مختطفة ولكنها ماتت بعد التحرير، وتحررت مع زميلاتي سامية بتاريخ 11 / 7/2017 وهذه مأـساة خطفي من اليوم الاول إلى لحظة تحريري من زنزانة الموت والهرب نحو احضان الحياة”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة