يستعرض المجتمع العراقي عبر القنوات الفضائية المحلية أسوأ صور، فما بين مقدمين أحدهما توجه الى « المولات « التي شاء الله ان تتكاثر في بغداد والمحافظات بين ليلة وضحاها على عكس أي مشروع حيوي او ذي فائدة حقيقية للمواطن ويلتقي ذلك المقدم بالمتجولين هناك ويطرح عليهم أسئلة تكاد تكون في قمة التفاهة، وبين آخر يتجول لينقل قاع المجتمع وأبشع حالات التفكك الاجتماعي والانهيار الاسري من خلال استعراض حالات غير إنسانية كأن يرمي الابن امه أو اباه على قارعة الطريق او ان تعرض الام أو الاب أبناءهم للبيع نتيجة شظف العيش او ان يتخلى ذلك الاب أو الام عن أطفالهم بعد الانفصال نتيجة ضغوطات الزوج أو الزوجة الجديدة أو ان يرموهم بشكل مباشر في الشارع الى جانب حالات الاستجداء للعلاج للنساء وأطفال وشيوخ ، وجمع التبرعات لهم هذا ان صدقوا .
ومابين التفاهة وبشاعة الواقع تظل الدولة غائبة عن محاسبة من ينشر فكراً او تصوراً بأن المجتمع العراقي هو ما ينقل عبر الشاشات فلا رقابة تتحرك ولا دافع وطني واخلاقي يمنع ظهور مثل تلك البرامج التي الغت وجود شعب متحضر يطمح لحياة أفضل بعيداً عن التشهير والسخرية من الألم وحاجة الطبقات المسحوقة التي نسيتها الدولة قبل الناس اذ لا تحرك ساكناً تجاه المشكلات الاجتماعية والصحية وانما حالها حال أي متفرج يبكي عند مشاهدة القصص المؤلمة ويضحك عند رؤية الإجابات والاسئلة السطحية المطروحة من قبل معدي برامج التجوال.
وفي نهاية الحلقة يقوم كلا المقدمين بتمني أمسية جميلة للمشاهدين.
ومن المؤسف حقاً ان هناك من البرامج التي اخذت صداها على حساب دمعة والم الفقير ، وراحت تتفنن بطرح المشكلة الاجتماعية التي يندى لها الجبين خجلاً مما وصل له المجتمع من تفكك ، واخذ بعض المقدمين من الشهرة ما اخذ حتى صار نجم التواصل الاجتماعي .
لقد تاجروا بكل شيء حتى احزاننا ولآمنا .. والسؤال هو لماذا تتاجر هذه القناة بالعوائل البسيطة وولا تعمد الى طرح ما يحل مشكلاتهم بدلاً من الاستجداء بهم ؟؟
والسؤال نفسه يطرح للقناة الأخرى والمقدم الذي سطع نجمه ايضاً من خلال تفاهات يطلقها واسئلة تحمل من التفاهة ما تحمل، لماذا لا تقدمون برامج توعية وتثقيف وبرامج علمية ؟؟
لماذا لا نسمو ونكون ايجابين وندعو من خلال رسالة الاعلام السامية الى النهوض بالبلاد من جميع الأصعدة الفكرية والعلمية والاجتماعية لماذا ؟؟
زينب الحسني
وقت الحلقة لا يسمح
التعليقات مغلقة