عضو لجنة التحكيم: غيث عبد الأحد أظهر شجاعة عظيمة
لندن ـ الصباح الجديد:
أُعلنت في العاصمة البريطانية أسماء الفائزين بـ”جائزة أورويل” المرموقة للكتابة والصحافة السياسية، وكان بين الفائزين والمرشحين، اسم عربي وحيد هو غيث عبد الأحد، الصحفي والمصور العراقي، الذي يعمل مع صحيفة “الغارديان” مراسلاً، في سورية تحديداً هذه الأيام، ويعمل مصوراً لوكالة “جيتي إيمجز”، كما فاز جوناثان فريدلاند من الصحيفة نفسها عن مجمل مقالاته السياسية.وقد فاز غيث عبد الأحد عن تقريره الخاص بمجموعة جهادية في سورية “جبهة النصرة”.
وعلق عضو لجنة الجائزة على منح عبد الأحد الجائزة بقوله، ان عبدالاحد “أظهر شجاعة شخصية عظيمة وتفهماً عميقاً نادراً، وكتاباته تظهر تعاطفه العميق مع أولئك الذين دمّر النزاع حياتهم”.
وغيث واحد من الصحفيين العرب القلائل جداً الذين صنعوا لأنفسهم صيتاً في مجال الصحافة الغربية، وعُرف بين زملائه بالمغامر عبر “الخطوط الطائفية” في محاولة لتغطية الصراع في مختلف أوجهه، بدأ مع صحيفته فترة الحرب على العراق، وغطى حرب ليبيا، واستمر يغطي الحرب في سورية منذ ثلاث سنوات.
كما أخرج أفلاماً قصيرة، من بينها فيلم: “صعلوك رقم 1”.أما جوناثان فريدلاند الذي يعمل محرراً مسؤولاً عن صفحة الرأي في صحيفة “جارديان”، فقد منح جائزة خاصة بالصحافة عن مجمل مقالاته، بما في ذلك التي كتبها عن مارغريت تاتشر والبابا فرانسيس، ومقتل الجندي لي ريجبي.
وعلق روبن لوستيغ أحد المحكمين بجائزة الصحافة، على فوز فريدلاند بقوله: “لقد تم ترشيح فريدلاند لجائزة أورويل سبع مرات حتى الآن، وهو الذي تتميز كتاباته بالوضوح والرشاقة، أي نمط الكتابات الذي يستحق المكافأة”.تم اختيار الفائزين بجائزة الصحافة من بين 167 متسابقاً.
وقد فاز بجائزة أفضل الكتب وزير الداخلية الاسبق، ألن جونسون، عن مذكراته “الصبي” وهو الكتاب الذي فـاز أيضـاً بجائـزة اونداتجـي الأدبيـة.
وعلّقت سو ماكغريغور من لجنة التحكيم قائلة: “هذه قصة تُروى من دون أن يكون فيها أي أثر للشفقة على الذات، لكنّ فيها اعتزازاً شديداً بالنفس وقدراً كبيراً من الدعابة، فهي تروي ماذا يعني أن تنشأ في أسرة فقيرة مفككة في بريطانيا أثناء فترة ما بعد الحرب، ما يجعل للقصة بُعداً شخصياً عميقاً ولكنه مهمّ على الصعيد الوطني أيضاً، الأمر الذي يشجع على التفاعل بقوة مع الكتاب”.
وتحمل الجائزة اسم جورج أورويل الكاتب البريطاني (رواية 1948 التي اطلقت تعبير الأخ الأكبر في الخمسينات)، الذي طالما حلم باليوم الذي يُتاح فيه اعتبار الكتابة السياسية عملاً أدبياً محضاً يتوفّر على قداسة الأصول، أكثر منها مادة صحافية، بحيث يمتزج فيها الجانب الإنساني الثقافي والمعرفي، بالعقائدي والديني، لكي لا تكون معنية بالتغيير السياسي فقط، بل بالغايـة الإبداعيـة مـن الأدب أيضـاً.
وتجسّد جائزة أورويل للكتابة السياسية روحه في الكتابة، عندما مُنحت سابقاً إلى أستاذ القانون أي. تي. وليامز عن عمله “قتل بريطاني بامتياز (A Very British Killing)، باعتباره “ناقلاً للحدث الحقيقي في العالم وليس صانعاً له بأبعاد ميتافيزيقية”، كما يفعل الأدب في غالب الأحيان.
وممن فازوا بالجائزة سابقاً، الصحافية ماري كولفين، المراسلة الاميركية التي قُتلت في سوريـة قبـل عاميـن.