حكايته تتواصل مع شكسبير.. منير راضي يستحضر “الملك لير” وقدره في مسرح الرشيد

سمير خليل
يواصل الكاتب والمخرج الدؤوب منير راضي السباحة وسط تيار عارم، يشق عباب أمواجه بثقة الباحث المجرب، وهو بهذه الثقة يطرق عوالم مغلقة منذ عصور، عوالم بنيت عليها قناعات ورؤى وتراكمت، فصارت إرثا ثابتا. منير راضي اختار عوالم شكسبير، ذلك الشاعر الخالد المثير للجدل، بما يرسمه من نوازع ورغبات وشهوات إنسانية متفردة، لذلك ركب منير راضي موجة المغايرة وتغيير وجهة نظرنا الثابتة، الراسخة في عوالم شكسبير ليكشف المستور عن الكثير من حقائق أعمال الشاعر الانكليزي، ربما يريد راضي أن ينصف شخصيات شكسبير التي ظلمها القدر، والتي ساهمت هذه الشخصيات بنفسها برسم ملامح هذا القدر.
وبعد أن أثار منير موجة غبار ذهني، حين تناول شخصية ماكبث، ذلك الطامح الذي غلبه طموحه والذي صرخ بوجه القدر” أنا ماكبث”، ها هو يتناول شخصية الملك لير، الكهل الذي أرهقه القدر وعقوق بناته، لكن منير أراد أن يكشف حقيقة ما جرى مع هذا الشيخ الهرم عندما وضعه قبالة قدره ليقتص منه.
عن علاقة منير راضي بشكسبير يقول:
حكايتي مع شكسبير بدأت من كثرة القراءات والنبش في تاريخ الإرث الانكليزي، اتضح لي أن هناك الكثير من الخفايا والخبايا في أعمال شكسبير، شكسبير أخذ عوالم كثيرة في إنكلترا والدنمارك وإيطاليا، فهذا الرجل له خفايا في نصوصه، أنا أبحث عن هذه الخفايا بشكلها المعاصر، وأكتبها كلغة شكسبيرية ونفس شكسبيري، بإسقاط معاصر، أما مصادري في هذا الشأن، فهي مصادر موثوقة جدا من الإرث الانكليزي، ومن تاريخ إنكلترا، التاريخ الحقيقي لإنكلترا. وهذه المصادر ليست مصادر اجتهادية وإنما وثائق، في مسرحية الملك لير، أنا أخذت الحدوتة من أساسها، هذا الانكسار الذي أصاب لير بعد خداعه من قبل بناته ولجوئه الى هذه المغارة، الى هذا الكهف لاستعادة الذاكرة الحقيقية للأب وليس الملك، في مسرحيتي حصل لير على حقه”.
الفنان جاسم محمد الذي جسّد شخصية الملك لير تحدث عن دوره قائلا:
بداية، نحن اعتمدنا على النص ثم الشخصية التي وجدت أنها في أساسها، في أساس القصة الحقيقية، أنه بعد أن وزع أملاكه، فقد الكثير من الأشياء في شخصيته، أصيب بلوثة أقرب الى الجنون، فارتكزت على هذا الموضوع وانطلقت منه وباقي الأشياء جاءت من مفردات النص وملاحظات المخرج، أنا مع تحويل النصوص الكلاسيكية الى نصوص معاصرة، اللغة الكلاسيكية لغة صعبة، وأصبحت في ظل العصر الحديث صعبة الفهم، لذلك عندما تعكسها وتطرحها على الواقع المعاصر تكون مستساغة أكثر مما تعرض جامدة. بلغتها الحالية نختار منها ما نريد، بالإضافة الى رؤية خاصة متجددة متلائمة مع هذا العصر، مع أي مواضيع كثيرة تستطيع أن تطرحها من خلال هذه الرؤية أو الفكرة نفسها”.
الفنان أحمد محمد صالح تحدث عن شخصيته قائلا:
شخصيتي هي شخصية الرقيب، القدر، الضمير المطلع على الذات، على ذات لير، فهو الذي يوجهه، ينصحه، هو الذي ينظر اليه من حيث لا يدري، كان بمثابة المرشد أو الناصح، كنت مقتنعا بإيجابية لير، لكنني كنت أحاسبه لأن غشاوة كانت عليه، كنت ألومه وأنصحه، بداية كنت أنصحه ولكن بوسط العمل شجعته، وفي نهاية العمل شجعته أن ينتفض على واقعه هذا، ليرى الاشياء، الخطأ، العقوق الذي كان سببا منه وليس سبب الكل. إن شاء الله من خلالكم وخلال الجمهور وصلت رسالتنا”.
الفنانة زمن العبيدي التي جسدت شخصية كورديليا، الابنة الكبرى للملك لير، عن شخصيتها قالت:
منذ أن رشحني المخرج لهذه الشخصية، شخصية كورديليا، وهي الأشد عقوقا من أخواتها على أبيها، ركزت على جانب الحقد على الأب، امرأة عاقة جدا، وحتى في توبتنا أنا وشقيقتي ريغان، كنا نسخر من والدنا وبالنتيجة أننا كنا عاقات على الأب، حتى رقصتنا أنا وشقيقتي كنا نوهم الأب بأننا نحبه ونبكي عليه. إن شاء الله نجحت بتجسيد شخصيتي، وأرجو أن يكون القادم أفضل”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة