ديالى ـ خاص:
كشف مصدر امني في محافظة ديالى عن تحليق طائرات مسيرة امريكية في سماء حوض حمرين (شمال شرق بعقوبة) لرصد مقرات وتجمعات تنظيم داعش، فيما توقع ان تكون هذه الخطوة تمهيداً لتوجيه ضربات محددة للتنظيم والمساعدة في تطهير ناحيتي السعدية وجلولاء.
وقال المصدر في حديث لــــ” الصباح الجديد” ،ان” المعلومات الامنية المتوفرة لدينا تؤكد تحليق طائرات أميركية من دون طيار (مسيرة عن بعد) تحوم في سماء حوض حمرين ( 50كم شمال شرق بعقوبة ) منذ اكثر من اسبوع لرصد مقرات وتجمعات تنظيم داعش”.
وتوقع المصدر ان” يكون وجود طائرات مسيرة امريكية في سماء حوض حمرين بداية لخطوة قادمة تتمثل بتوجيه ضربات محددة لتنظيم داعش لمساعدة القوات الامنية من الجيش والشرطة والبيشمركة في استعادة ناحيتي السعدية وجلولاء( 70 كم شمال شرق بعقوبة) من قبضة التنظيم”.
وتخضع ناحيتي السعدية وجلولاء ابرز الوحدات الادارية في حوض حمرين بديالى لسيطرة داعش منذ اسابيع عدة بعد معارك ضارية مع القوات الامنية والبيشمركة.
من جانبه قال مسؤول كردي رفيع في قضاء خانقين ( 100كم شمال شرق بعقوبة ) ان ” قوات البيشمركة تنتظر بالفعل ضربات جوية لطائرات امريكية تستهدف مقرات وتجمعات تنظيم داعش في ناحيتي السعدية وجلولاء واللذان يخضعان للتنظيم منذ اكثر من شهر وان عملية تطهيرهما مسألة معقدة بسبب جغرافية المنطقة وتداخلها، اضافة الى ان كلفة المعركة ستكون باهظة في ظل وجود تحصينات كبيرة، خاصة العبوات الناسفة والالغام الارضية والمنازل المفخخة”.
واضاف المصدر ان” قوات البيشمركة تحتاج الى دعم جوي حقيقي اضافة الى مركبات مدرعة متخصصة بازالة العبوات الناسفة لان داعش حول السعدية وجلولاء الى قنبلة مؤقوتة كبيرة في مسعى لايقاع الخسائر الفادحة بارواح اي قوة امنية تهاجمه”.
وأشار المصدر الى ان” قوات البيشمركة تملك (عيون كثيرة) داخل المناطق التي تخضع لسيطرة داعش وهم يتواصلون باستمرار مع القيادات الامنية”، لافتا الى ان “المعلومات الاستخبارية اسهمت في ردع العديد من الهجمات واحباط اخرى في الوقت المناسب”.
وبين المصدر ان” ثقل قوات البيشمركة بالوقت الحالي موجود ضمن قاطع سهل نينوى وهي موضع الاهمية بالوقت الحالي، لذا فان حوض حمرين ربما يتأخر حسم المعركة فيه في الفترة القادمة وفق المعلومات المتوفرة لدينا”.
من جهته قال رئيس اللجنة الامنية في مجلس ديالى صادق الحسيني ان” عملية تطهير حوض حمرين من عصابات داعش ستتم قريبا وتم وضع خطط منظمة بهذا الاتجاه من اجل انهاء وجود التنظيم داخل ديالى بشكل عام والاسراع باعادة العائلات النازحة”.
واضاف الحسيني ان” التنسيق بين مختلف الاجهزة الامنية امر في غاية الاهمية لتحقيق النتائج”، مبينا ان طرد داعش من حوض حمرين لن يأخذ وقتاً طويلاً”.
الى ذلك أشار مروان جابر العبيدي مراقب محلي للشأن الامني ببعقوبة “اهمية دور الطيران الحربي الامريكية في مواجهة داعش نظرا لقدراته العالية في ضرب الاهداف التي تبنى وفق معلومات غاية في الدقة”.
وتوقع العبيدي ان” يكون للطيران الامريكي دوراً محورياً في معركة استعادة حوض حمرين من قبضة داعش في الفترة المقبلة نتجية وجود الكثير من الادلة على انفتاح امني للامريكان في تلك المنطقة في محاولة لدعم القوات الامنية ومنها البيشمركة في الاسراع بتحقيق الاستقرار الامني عبر طرد فلول داعش”.
وبين العبيدي ان” حوض حمرين يقع في منطقة ستراتيجية لوجود منظومة طرق برية عدة، اضافة الى انها تمثل بداية سلسلة تلال حمرين الممتدة ما بين ثلاثة محافظات وتمثل احدى اهم معاقل داعش في البلاد”.
وفي السياق ذاته قال وهاب حسن الربيعي محلل سياسي بببعقوبة ان” عملية تطهير ناحيتي السعدية وجلولاء ضمن حوض حمرين مرتبط بقرار سياسي حول ادارة ملفها الامني بعد طرد داعش منها كونها تقع ضمن مايعرف بالمناطق المتنازع عليها لذا فان الكرد يصرون على ادارتها في حين هناك رؤى اخرى مخالفة”.
وتوقع الربيعي ان” تشهد الفترة المقبلة حسم نهائي لملف ادارة ملف ناحيتي السعدية وجلولاء من قبل الاطراف السياسية لتلافي وقوع اي مشاكل عقب تطهيرها من قبل داعش”، لافتا الى ان “جلولاء والسعدية تعانيان من كم هائل من المشاكل التي تراكمت طيلة عقود عدة وتحتاج الى منظومة مصالحة وطنية بين المكونات لتلافي جراحات الماضي”.