للحد من تحركات العمال الكردستاني داخل أراضي الإقليم
السليمانية ـ عباس كاريزي:
اعلنت مصادر امنية مطلعة للصباح الجديد، قيام تركيا بانشاء غرفة عمليات عسكرية مشتركة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني بهدف التصدي لتحركات حزب العمال الكردستاني داخل اقليم كردستان.
وقالت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، ان الحكومة التركية انشأت في بداية شهر تشرين الثاني المنصرم غرفة عمليات مع الحزب الديمقراطي يتم خلالها تبادل المعلومات الاستخبارية ووضع الخطط العسكرية المطلوبة للتصدي لتحركات حزب العمال الكردستاني (PKK) والقوى الموالية له داخل اراضي الاقليم وفي المناطق الكردية جنوب شرقي تركيا.
وتابعت ان الاتفاق ينص كذلك على ان يكون هناك تنسيق عالي المستوى بين الجانبين، لمتابعة ورصد تحركات العمال الكردستاني والقوى والاحزاب الموالية له داخل اراضي الاقليم.
واشارت الى ان المرحلة الاولى تتمثل بتحديد اماكن تواجد مقار ومواقع العمال الكردستاني في اقليم كردستان، عبر استخدام الاجهزة والمعدات المتطورة واتاحة الفرصة امام عناصر الاستخبارات التركية لرصد تحركات واماكن العمال الكردستاني وخصوصا داخل مناطق نفوذ الاتحاد الوطني الكردستاني في الاقليم.
واضافت ان المرحلة الثانية تتمثل بتنفيذ عمليات عسكرية نوعية ضد مقار وثكنات العمال الكردستاني عبر استخدام سلاح الجو والقوات العسكرية واجهزة المخابرات، بما في ذلك تنفيذ عمليات اغتيالات لقيادات وعناصر حزب العمال.
وبينت ان المرحلة الثالثة تتمثل باغلاق مقار الاحزاب والحركات والتنظيمات السياسية المعروفة بولائها لحزب العمال الكردستاني داخل اراضي الاقليم، وتجفيف مواردهم المالية ومصادر تمويلها.
ويخوض حزب العمال الكردستاني الذي تأسس عام 1978 على يد زعيمه عبدالله اوجالان المسجون منذ سنوات في تركيا قتالا شرسا ضد الحكومة التركية، للمطالبة بحكم ذاتي وحقوق للكرد الذين يبلغ عددهم قرابة 20 مليون نسمة في تركيا.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلوا قد اتهم في تصريحات صحفية الاتحاد الوطني الكردستاني بدعم حزب العمال الكردستاني والتغاضي عن تحركاته العسكرية في مناطق نفوذه داخل اقليم كردستان، وهو ما تبعته الحكومة التركية باجراءات تثلت باغلاق اجوائها امام الرحلات الجوية من والى محافظة السليمانية التي تعد مناطق نفوذ الاتحاد الوطني في اقليم كردستان.
كما قامت الحكومة التركية بابعاد ممثل الاتحاد الوطني في انقرة بهروز كلالي قبل عامين بحجة عدم ادانته للعمليات العسكرية التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني داخل الاراضي التركية والتي تعدها انقرة نشاطات ارهابية، بينما يقول العمال الكردستاني انه يناضل من اجل استحصال الحقوق القومية للكرد في تركيا.
واشارت المصادر الى ان تركيا والحزب الديمقراطي يعملان على اقناع الاتحاد الوطني بالانضمام الى غرفة العمليات العسكرية المشتركة التي اقامها مؤخرا، عبر ممارسة الضغوطات السياسية والادارية عليه والذي يتمثل بتكثيف القصف الجوي والعمليات العسكرية التي يعني استمرارها زعزعة الامن في مناطق نفوذ الاتحاد الوطن داخل الاقليم.
وتقول المصادر ان انقرة تسعى لاستمالة موقف الاتحاد الوطني وارغامه على قطع علاقاتها والتخلي عن دعم حزب العمال الكردستاني، الذي يحضى معه بعلاقات تأريخية بناها الرئيس مام جلال تعود الى سبعينيات القرن الماضي عندما كان زعيم العمال الكردستاني عبد الله اوجالان يؤسس لحزبه في لبنان.
وكانت وزارة الخارجية العراقية قد استدعت الاسبوع المنصرم السفير التركي في بغداد وسلمته رسالة احتجاج بشأن الخروقات الجوية المتكررة» للمجال الجوي العراقي.
واعتبر بيان صحفي صادر عن الخارجية الضربات الجوية، انتهاكا لسيادة العراق وسلامة أمنه ومواطنيه وعملا مرفوضا على الصعد كافة.
برغم الاستنكار العراقي الواضح للاعتداءات والقصف الجوي التركي واستهداف العديد من المواقع في شمال العراق، التي أوقعت خسائر في الأرواح والممتلكات، الا ان حكومة الاقليم فضلت السكوت ولم تصدر اي بيان او توضيح تدين فيه القصف الجوي والمدفعي التركي المتكرر والمستمر منذ سنوات على مدن وقرى وقصبات الاقليم بحجة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني.
ويتخذ مقاتلوا حزب العمال الكردستاني من الشريط الحدودي بين ايران وتركيا والعراق في جبال قنديل الوعرة ملاذا لهم منذ تسعينيات القرن الماضي.
وبرغم الادانة الاقليمية والدولية للقصف التركي الاخير على اقضية مخمور وسنجار شمالي العراق، الا ان الحكومة التركية اعلنت استمرارها في استهداف مواقع ومقار تدعي بانها تعود لحزب العمال الكردستاني او احزاب موالية له داخل اراضي الاقليم.