بعد فشل مفاوضات تولتها روسيا من أجل الإفراج عن 36 مدنيا
متابعة ـ الصباح الجديد:
بدأ الجيش السوري تقدما بريا من عدة محاور باتجاه بادية السويداء وسط اشتباكات عنيفة مع عناصر تنظيم داعش الإرهابي وقصف مدفعي وجوي طال مناطق سيطرة التنظيم في البادية.
وحسب موقع «السويداء 24» تقدمت عناصر الفرق الأولى والعاشرة والخامسة عشرة من الجيش امس الاول الاحد ، من عدة محاور في بادية السويداء باتجاه منطقة الكراع شرق قرى الرضيمة الشرقية وعراجة ودوما شمال شرق محافظة السويداء، وباتجاه منطقة الدياثة عبر محور الشريحي والشبكي، تحت غطاء جوي ومدفعي.
وقال مصدر عسكري لـ»السويداء 24» إن الجيش السوري ثبّت مواقعه في عدد من التلال الحاكمة في بادية السويداء وأبرزها تل الرزين ومنطقة غبشة، وأشرف ناريا على مغر ملحة وهي منطقة وعرة شرقي قرية الرضيمة، وسط فرار العديد من عناصر «داعش» باتجاه المناطق الوعرة.
وكثف الجيش السوري من ضرباته على مناطق سيطرة «داعش» في بادية السويداء، حيث استهدف مناطق تل سنيم وبرك الطمثونة وسطح نملة.
وذكر ما يسمى «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن اشتباكات عنيفة دارت امس الاول الأحد بين الجيش السوري وعناصر «داعش» على محاور في باديتي السويداء الشرقية والشمالية الشرقية.
وحسب المرصد فإن شنّ الجيش للعملية العسكرية يأتي بعد فشل مفاوضات تولتها روسيا من أجل الإفراج عن 36 مدنيا من نساء وأطفال محافظة السويداء خطفهم تنظيم «داعش» أواخر يوليو الماضي خلال هجوم أوقع أكثر من 250 قتيلا.
وحسب «السويداء 24» انضمت إلى الجيش في هذه العملية فصائل من السويداء وجرمانا والسلمية.
وذكرت مواقع معارضة أن تعزيزات من فصائل «الجيش الحر» المندرجة في تسويات مع الحكومة السورية وصلت إلى ريف السويداء الشرقي خلال الأيام الفائتة، للمشاركة في الهجوم على تنظيم «داعش».
وأكدت مصادر لـ»السويداء 24» أن فصيلين من الجيش الحر على الأقل، وصلا ريف المحافظة الشرقي برفقة تعزيزات الجيش والفصائل الرديفة.
بالمقابل أعلنت الحكومة السورية تشكيل لجنة تنسيق للعمل على عودة اللاجئين الذين دفعهم النزاع الدامي المستمر منذ أكثر من سبع سنوات الى مغادرة البلاد، وفق ما أورد الاعلام الرسمي، في خطوة تأتي بعد اطلاق روسيا مبادرة في هذا الصدد.
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن مجلس الوزراء وافق خلال جلسته امس الاول الأحد على «إحداث هيئة تنسيق لعودة المهجرين في الخارج إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها بفعل الإرهاب» برئاسة وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد أعلن في بداية تموز ، أن من ضمن أولويات بلاده «عودة اللاجئين الذين غادروا سوريا هرباً من الإرهاب».
ويأتي تشكيل هذه الهيئة وفق سانا «تأكيداً على أن سوريا التي انتصرت في حربها على الإرهاب وتحملت مسؤوليتها تجاه المهجرين في الداخل، ستتخذ ما يلزم من إجراءات لتسوية أوضاع جميع المهجرين وتأمين عودتهم في ظل عودة الأمان وإعادة الخدمات الأساسية إلى مختلف المناطق».
وستتولى الهيئة المؤلفة من «الوزارات والجهات المعنية» في المرحلة المقبلة «تكثيف التواصل مع الدول الصديقة لتقديم كل التسهيلات واتخاذ الاجراءات الكفيلة بعودتهم».
وتشكل اعادة اللاجئين السوريين البالغ عددهم على وفق الأمم المتحدة 5,6 مليون شخص محور مبادرة اقترحتها موسكو على واشنطن الشهر الماضي. وتقضي الخطة بإنشاء مجموعتي عمل في الأردن ولبنان، تضم كل منها بالإضافة الى ممثلين عن البلدين مسؤولين من روسيا والولايات المتحدة.
وفي إطار هذه الخطة، زار المبعوث الرئاسي الروسي الى سوريا ألكسندر لافرينتييف قبل نحو أسبوعين كل من دمشق وعمان وبيروت.
وأبلغ الأسد المبعوث الروسي خلال اللقاء وفق ما نقل موقع الرئاسة عنه أن «سوريا حريصة على عودة جميع أبنائها، ومن هذا المنطلق فقد رحبت بأي مساعدة ممكنة للسوريين النازحين في الداخل والخارج».
وناشد لافرنتييف من بيروت في 26 تموز ، المجتمع الدولي المساهمة في عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم.
واستعادت القوات الحكومية خلال العامين الأخيرين بفضل الدعم الروسي السيطرة على جبهات عدة في البلاد على حساب الفصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية. وباتت تسيطر على أكثر من ستين في المئة من مساحة البلاد.
وتطالب دول تستضيف اللاجئين السوريين وعلى رأسها لبنان وتركيا بضرورة عودة اللاجئين إلى بلادهم، في وقت تحذر منظمات حقوقية ودولية من أن عودتهم «ليست آمنة» بعد رغم توقف المعارك في مناطق عدة، مشددة على أنها يجب ان تكون طوعية وليست قسرية.
وخلال النصف الأول من العام 2018، عاد 13 ألف لاجئ إلى سوريا، وفق الأمم المتحدة.
وأسفر النزاع السوري منذ اندلاعه في العام 2011 عن نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، كما تسبب بدمار هائل وأدى الى مقتل أكثر من 350 الف شخص.