واشنطن: لا داع للشك بصحة تسجيل البغدادي
بغداد – الصباح الجديد:
شدّدت الولايات المتحدة الأميركية، أمس الإثنين، على ضرورة أن يكون العراق موحداً ليتمكن من مواجهة تهديدات تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، وذلك بعد فشل البرلمان العراقي للمرة الثانية في أقل من أسبوع في الالتزام بالمهل الدستورية لاختيار الرؤساء الثلاثة.
وبعد إخفاق البرلمان العراقي في الالتزام بالمهل الدستورية لاختيار الرؤساء الثلاثة، بعدما قرر تأجيل ثاني جلساته، حذّر المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست، من أن تنظيم «داعش» يشكّل «خطراً وجودياً» على العراق، مضيفاً أنه «لمواجهة هذا الخطر لا بد أن تكون البلاد موحدة».
وأوضح ان «المزيد من الانخراط العسكري الأميركي لا يمكن أن يتم إلا بموازاة التزامات ملموسة من قبل القادة العراقيين»، محذراً من أن «مزيداً من الانخراط العسكري» من قِبل الولايات المتحدة «لا يمكن أن يتم إلا بموازاة التزامات ملموسة من قبل القادة العراقيين».
ووعدهم بـ»اعتماد برنامج حكومي أكثر انفتاحاً» على كل الأطراف. ويقوم حالياً نحو 300 مستشار عسكري أميركي بمساعدة القوات الحكومية العراقية في خططها لمواجهة تقدم «داعش».
إلا أن المتحدث لم يذهب إلى حد القول إنه لن يتم إرسال مساعدة عسكرية إلى العراق ما دام لم يتم تشكيل حكومة جديدة، وهو أمر قد يستغرق أسابيع عدة.
وفي سياق متصل، أعلنت واشنطن أنه ليس لديها «ما يدعوها للشك» في صحة تسجيل مصوَّر نُشر على الانترنت مطلع الأسبوع لزعيم «داعش» أبو بكر البغدادي.
وكان تنظيم «داعش» نشر تسجيلاً مصوّراً يظهر فيه البغدادي للمرة الأولى، وذلك خلال إلقائه خطبة الجمعة في مسجد في مدينة الموصل شمال بغداد داعياً إلى طاعته.
وبعدما شككت السلطات العراقية في التسجيل، قالت وزارة الخارجية الأميركية، يوم الإثنين، إن الولايات المتحدة ليس لديها «ما يدعوها للشك» في صحة التسجيل.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، جين ساكي «اطلعنا بالطبع على الأنباء المتعلقة بالتسجيل. لا يوجد أي مبرر للتشكيك في صحة التسجيل المصور».
الى ذلك، طالب باحثون ومسؤولون أمريكيون، إدارة الرئيس باراك أوباما بضرورة التدخل لكبح جماح تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في الشرق الأوسط من خلال إستراتيجية واضحة كونه يشكل «تهديدًا يتجاوز المنطقة»، ودعوه إلى تقديم المساعدة لتشكيل حكومة جديدة في العراق.
وأورد موقع ديفينس وان الإخباري، أن «تنظيم داعش لا يزال يشكل تهديدًا يتجاوز الشرق الأوسط، بعد أشهر عديدة من التحذيرات التي أنذرت بتصاعد التهديد الذي يشكله على العراق من الأراضي السورية».
ونقل الموقع عن عضو مجلس العلاقات الخارجية، الباحثة الأمريكية، جيلي ليمون، تساؤلها «أين يريد أن ينتهي طموح مسلحي تنظيم داعش؟ وهل تستطيع الولايات المتحدة بتدخلها أن تنجح بحشد الموارد المطلوبة لمواجهته؟».
وقالت الباحثة، في مقال نشرته في الموقع، إن «وجود تنظيم داعش في العراق يشكل مصدر قلق خطر».
ونقلت الباحثة عن المستشار الأمريكي السابق، دينيس روز، قوله، إن «تهديد (داعش) يشكل تطورًا استراتيجيًا لأن لدى التنظيم الكثير من الأموال والأسلحة، وأنه يشكل صورة نجاح حققها حتى الآن»، ومطالبته الولايات المتحدة بضرورة «التدخل لعرقلة خطط ذلك التنظيم وكبح جماحه التي يمكن أن تشكل تهديدًا لأمريكا».
وأضافت ليمون، أن «أصواتًا داخل الإدارة الأمريكية تدعو منذ سنة تقريبًا لحث البيت الأبيض على تقديم مساعدة أكبر للثوار في سوريا، مستندين بحججهم على أن المتطرفين قد يحققون نجاحًا على المعتدلين الذين تنقصهم الموارد».
وبيّنت الباحثة، أن «الرد على ذلك تمثل بأن الولايات المتحدة لا يمكن أن تضمن مصير الأسلحة التي تقدمها للثوار والجهة التي ستستولي عليها»، عادة أن «الشيء الوحيد المؤكد اليوم، هو انتشار تهديد مسلحي داعش بدخولهم للعراق الذي أذهل إدارة أوباما وكثيرين آخرين في واشنطن».
وكان تنظيم (داعش) قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، (405 كم شمال العاصمة بغداد)، في العاشر من يونيو 2014، واستولى على المقار الأمنية فيها ومطارها، وأطلق سراح المئات من المعتقلين، ما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من أسر المدينة إلى المناطق المجاورة وإقليم كردستان، كما امتد نشاط (داعش)، إلى محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى.