لاتستغفلونا ..

عامر القيسي

شخصيا غير مكترث بمواقف القوى السياسية المنخرطة في العملية السياسية ، لانها بالتجربة مواقف تدوروتتناقض وتتقاطع مع بعضها والنتيجة ما نحن عليه من سعادة وراحة بال ومستقبل مضمون لاطفالنا ان لم يكن لنا .

ائتلاف الوطنية ضمن قائمة عدم اكتراثي بمواقفه شأنه شأن البقية ، لكن ما دعاني للتعليق على موقف للائتلاف ، هو شعوري القوي ، وربما يشاطرني البعض ايضا بهذا الشعور، هو ان الائتلاف قد “راح زايد” في استغفالنا ، بموقف عدم المشاركة في الاجتماع الاول للبرلمان الجديد وناقضه في الموافقة على الاشتراك في الاجتماع الثاني يوم الثلاثاءالمقبل..

مبررات عدم الحضور ..”عدم قناعتنا التامة، بأن الجلسة لن يتمخض عنها اي شيء، من دون توافقات او حوارات توضح المسار الحقيقي للحكومة المقبلة” و “”عدم الهرولة وراء المناصب، كون العراق في ازمة وحضور اجتماعات وجلسات لمجلس النواب من دون اتفاقات مسبقة، بمنزلة ذر الرماد في العيون ولن تكون مجدية” و”الائتلاف حذر من عقد اي جلسة مجلس النواب من دون الاتفاق على خارطة طريق، وبما ان هذا لم يحصل قررنا المقاطعة في الجلسة الاولى“.

مبررات الحضور بعد ايام من بيان عدم الحضور ..” “الجلسة المقبلة سنحضرها، مع اصرارنا على وضع خارطة طريق لحكومة تشرف عليها السلطات القضائية”ودعوة “دول الجوار، تركيا والسعودية وايران والاردن وسوريا والكويت، فضلا عن ممثل الامم المتحدة والامين العام لجامعة الدول العربية”، لـ”عقد مؤتمر بحضور قيادات من الحراك الشعبي والشخصيات السياسية الوطنية، بهدف مناقشة ما طرح في اجتماع شرم الشيخ قبل سنوات، ومناقشة الاوضاع الحالية ووضع خارطة سياسية تضمن للجميع حقوقهم في ادارة البلاد” و”اعلن ائتلاف الوطنية بزعامة اياد علاوي، الخميس، عن حضوره جلسة مجلس النواب المقبلة”، مبينا “أن الجلسة يجب ان تشهد طرح خارطة سياسية لحكومة تشرف عليها السلطة القضائية“..

حقيقة لاادري ولا يدري غيري كيف ان الامور تغيرت بعدة ايام وهي المستعصية منذ سنوات، وكيف تأتى وضع خارطة طريق لانقاذ البلاد خلال هذا الزمن القياسي ، واي قضاء استفاق فجأة ليكون خيمة لخارطة لم نعرف اولها من آخرها ، لامن ائتلاف الوطنية ولا من التحالف الوطني ولا من التحالف الكردستاني ..والادهى العودة لمشاريع اكل الدهر عليها وشرب ، وكأن الزمن والاحداث متوقفان بانتظار محطة تحملهما للحاضر..!

وبعدا للشبهات اقول اني من مؤيدي الكثيرمن طروحات اياد علاوي الوطنية واتمنى ان تتحقق لكن “ماكل ما يتمنى المرء يدركه” .. لكن الرجل في الغالب الاعم في جعبته الكثير من الاحلام الرومانسية التي لاعلاقة لها بعجائبية الواقع العراقي ..

لو قال بيان الائتلاف انه عائد للبرلمان لصناعة خارطة طريق مع بقية القوى لكان الامر مفهوما ، لكن ان تتراجع وتعلن استعدادك لحضور اجتماع لايحقق اقل مما تطالب به بكثير، كما ان الاجتماع  ليس بصدد وضع خارطة طريق ، لانه اساسا مخصص بالمقاس لتوزيع المناصب بين الفائزين ومن ثم “التفكير ” بخارطة طريق ان كان ثمة تفكير بها او فيها ..

المقال دعوة لاحترام عقولنا من الناس الذين ذهبنا لانتخابهم على ايقاعات المدافع وازيز الرصاص وخيبوا امالنا للمرّة الالف .. دعوة محترمة ومتواضعة بل ومتوسلة لهؤلاء الساسة ، ان يقتنعوا لمرة واحدة ان لنا عقلا نفكر به ونحلل ونعرف من خلاله الصح من الخطأ ، برغم اننا نرتكب الكثير من الاخطاء القاتلة ومنها انتخابكم جميعا بلا استثناء !!

اضف رد

You must be logged in to post a comment.